mardi 28 juillet 2015

خواطر مطعونة في القلب


أحيانا يكون الصمت هو الاجابة الافضل , لم أشارك في فعاليات الذكرى الثانية لاغتيال الشهيد البطل محمد البراهمي و لم اكتب عن اغتيال الشهيد بالمفتي . خيّرت الصمت و البكاء في ركني لأنّني فقدت الأمل في كلّ الطبقة السياسية . لا المحاضرات و لا الاجتماعات الشعبية ستعيد لشهدائنا بعضا من حقّهم و حقّ عائلاتهم . فليشتم من تعوّد الشتم لكنّني لا احتمل المهرجانات الخطابية التي يعتلي فيها بعض ممن باعوا القضايا مدّعين الدفاع عنها مرتدين الأقنعة و من يصدقون هم من "عفسوا على الجمرة" و فقدوا أحبتهم و لهم تحية اجلال و تقدير .
فقط الصور ظلّت تعبر ذهني و تتواتر أمام عينيّ. كيف لي أن أنسى الدموع في مستشفى الماطري كيف لي ان انسى الصراخ و العويل . كيف لي أن انسى بلقيس و سارة و العظيمة مباركة و كلمات عدنان ...كيف لي ان انسى كلمات اسلام و معاناتها في تربية ابنيها الذين سرقا ابوهما و افلت القتلة من العقاب ...
و اليوم من وعد كشف بحقيقة الاغتيالات يضع اليد في اليد مع من ثبت توّرطه في الاغتيالات بطريقة او باخرى فحتى ان لم تكن مباشرة فهي غير مباشرة فهو فشل في تامين مواطنيه لما كان في الحكم و هذا فقط كاف لتقديمه للعدالة و المحاسبة . 
مصالحة مصالحة مصالحة كلمات لا تثير سوى الاشمئزاز و التقيؤ ... تصالحون من ؟ من قتل و من سرق و من توّرط . ماذا منح هؤلاء البلاد لتصالحوهم ؟ نحن ندفع ثمن سرقتهم و جشعهم و استيلائهم على خيرات البلاد ؟ هل كوّنوا ثرواتهم بعرق جبينهم ؟ لا أبدا ثرواتهم ملك هذا الشعب . سرقوا نهبوا استغلّوا علاقاتهم بالعائلة المالكة البنفسدية و العائلات المالكة التي تلتها . تصالحونهم من اجل ان يستغلّوا اموال الشعب و ثرواته بدعوى خلق مواطن الشغل بطريقة مقرفة يسرقون من خلالها عرق العمال و يعطونهم ابخس الاجور دون اي ضمانات . دعونا نتحدث عن النزل كم من القروض تنصّل هؤلاء من دفع ما عليهم فيما يخصّها ؟ و هاهم اليوم يطالبون بالمزيد بفوائد أبخس . ماذا قدّم هؤلاء للسياحة و الاقتصاد . راقبوا نوعية الخدمات التي تقدّم في النزل و ستفهمون سبب انهيار السياحة . لا يمكن ان ننكر دور الضربات الارهابية و لكن لا يمكن ان ننكر تدني الخدمات المقدمة في النزل و استئراء الفساد فيها .
رحم الله شهداء الوطن جميعا دون استثناء رحم الله الصادقين منهم . رزق اهلهم بجميل الصبر و السلوان في بالي الان مباركة و كلّ ابنائها و عائلة بالعيد و عائلة نقض و عائلات شهداء الحوض المنجمي و عائلات العسكريين و الامنيين . هم فقط يحسّون الألم كما لا نحسّه نحن .
انحني اجلالا لجرحى الثورة التي بات الخونة يسمونها انقلابا و يسعون الى تشويه شهدائها و جرحاها .
اليوم انتصرت الثورة المضادة .
لكن الامور مد و جزر .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...