dimanche 3 juillet 2016

خاطرة على هامش محاكمة مدنين

من أقسى اللحظات التي يمكن أن يعيشها الانسان تلك التي تضعه أمام ظالميه أو المعتدين عليه من جديد و هو على دراية بأنّهم لم يحاسبوا و قد لا يحاسبوا أبدا على ما أقدموا عليه ... كانت تلك اللحظات خانقة قاتلة و قد كان من يفترض دوره احلال العدل يدير الامور تراخ و أياد مرتعشة ... مقرف الأمر في بلد يدّعي أولياء أمره بأنّه عاش انتقالا ديمقراطيا و دخل المرحلة التي تلي ذلك ..مقرف أن ترى المعتدي الغاشم يروي الاكذوبة تلو الاخرى و تجد نفسك مجبرا على الصمت لا لشيء لانّك في حضرة القضاء "المقضي" ... مقرف أن تجد نفسك أمام مجرمين يحابيهم من وجب عليه معاقبتهم ... مقرف أن تجد نفسك متّهما بعد ان بادرت برفع القضية ... من يعتقد أنّني أخاف الوقوف أمام الفضاء و أنا موقنة بأنّني مظلومة مخطئ و لا يعرف من أيّ طينة خلقت ... من يعتقد بأنّ هذه الطريقة ستثنيني عما بدأت و ستجعلني أتراجع يحلم ... أنا مستعدّة حتى لدخول السجن ظلما مقابل المحافظة على موقفي ... فجمّعوا ما شئتم ممّن سيشهدون زورا و أفعلوا ما شئتم فلن أتراجع .
... ساندت العديد ممّن لفّقتم لهم التهم جزافا فلن أعجز عن مساندة نفسي والوقوف أمام القضاء بكلّ أنفة و ثقة في النفس ... لم أعتد على أحد و ليس من طباعي الاعتداء على أحد ... فأنا أؤمن بالانسانية و أرفض اللجوء الى العنف مهما كان مأتاه و لا أجرؤ على ايذاء حشرة فمابالك انسان ... حاولتم تصويري في زيّ عاهرة أو هكذا خيّل لكم ..." ترتدي ملابس خليعة و تجلس فوق سيارتها بطريقة مثيرة و هي تدخّن سيجارة .... "أيكفي هذا لتجريمي و الاعتداء عليّ بالعنف ؟ هل هناك قانون يمنع التدخين في الشارع ؟
فاتكم بأنّني لم أدخّن يوما سيجارة ... يكتب هذا في استنطاق و يعاد أمام أسماع من دوره احلال العدل فيصمت ... يتشدّقون بالديمقراطية و يتهجّمون على كلّ من يدافع على حقوق الانسان متهمين اياه بتبييض الارهاب و غيرها من التهم التي باتت بالية و لا معنى لها و كان من المفترض ان تنسى مع رحيل المخلوع الساكن في قلوبهم و عقولهم أبدا ...يقدّمون أنفسهم كمن ناضل من اجل اسقاط الدكتاتورية و من حافظ على حقوق الانسان و حماه و يرتدون ثوب الضحية ناعتين ايانا بالمتاجرين بحقوق الانسان .. مضحك على قدر ما هو مقرف هذا الامر . أعرف أنّك تقرأ و انّهم يقرؤون و أعرف انّكم على جرم اخر تبحثون و لكنّني لا استطيع احترام من لا يحترم نفسه ... و سأصدع بافكاري دون خشية وخوف فقد أيقنت أنّ الظلم شعاركم و تدليس الحقائق اختصاصكم ... أخيرا سأقول حتّى و ان بادرت بالاعتداء فليس من حقّ أيّكان أن يعتدي عليّ بالعنف ... يكفي تكبيل يدي و عرضي على القضاء ... ولو كانت لهذه الدولة بعض من هيبة لعوقب المعتدون اداريا و قضائيا منذ حدوث ما حدث فانا اعيدها مرّة اخرى هذا الاعتداء كان اعتداءا على الدولة قبل أن يكون اعتداءا على شخصي المتواضع ... نعم فانا كنت في حماية الدولة لما اعتدى عليّ أعوان الدولة ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...